الدراما التركية و الدراما العربية

إنجازات الدراما التركية تحقق نجاحا كبيرا في العشر السنوات الأخيرة من الناحية الاقتصادية لدولة تركيا حيث ساعدت على جلب اعداد كبير من السياح للبلد ودعم للمنتجات التركية وتسويقها حول دول العالم

هذا بخالف العوائد المالية الضخمة التي تحققها العروض التلفازية للمسلسلات التركية حيث تقدر بحوالي 300 مليون دولار سنويا

 وتعتبر دول الوطن العربي من اهم أسواقها حيث تلقى المسلسلات التركية قبولا واسعا وانتشارا مذهلا في أوساط الشباب العربي لما يجدونه من تطابق مع الواقع الذي يعيشونه اليوم مما ادي الي سحب جمهور الدراما العربية الي الدراما التركية ومن هنا تأتي صحوة الدراما العربية حيث بدأت بإعادة حسابتها من ناحية العمل الإنتاجي والبحث عن طرق جديدة لتطور العمل الدرامي العربي وسحب الجمهور اليها مرة اخرة

اتجهت الدراما العربية نحو أسلوب جديد في العمل الدرامي بما يتناسب مع متطلبات الجمهور الذي أصبح في الفترة الأخيرة شديد الولع بدراما الاثارة والغموض مما جعلنا نراء اعمال الدراما الجديدة التي تترك المشاهد يذهب بخياله إلى مناطق مختلفة في التفكير وفك الألغاز وإيجاد الحلول والاندماج مع ما يشاهده

لا ننكر أن الدراما العربية تتطور ناحية جمال الصور والحرية والجرأة والتناول المجدد لكنها ما زالت تعاني من بعض النقص أبرزه على مستوى كتابة السيناريو والحوارات

كما لا بد للدراما أن تعطي فرصة للكثير من المواهب من خلال البحث عن وجوه جديدة وعدم الاكتفاء بالوجوه نفسها في أكثر من عمل، وإعطاء الممثلين والتقنيين حقوقهم لتشجيعهم على الإبداع لا الاستثراء على حسابهم من قبل منتجين أغلبهم لا علاقة لهم بالفن ولا بالإبداع ولا بالسينما أو غيره فقط هو تاجر

كل ما نخشاه اليوم ان تخلق ظاهرة الدراما العربية الجديدة، ثقافة فنية في المجتمع العربي، تعتمد في نجاحها وانتشارها على الاستهلاك والمظهر الخارجي، وتدير ظهرها لما نعيشه فعلا من قضايا مصيرية قاسية جدا.


مقالات قد تعجبك